تفاوت تنفيذ عقد العمل بين الاستحالة والإرهاق وحدداته في ظل وباء كورونا

Abstract

ما إنفكت سنة 2020 تطرق هذا العالم حتى أطلت عليه بكثير من الأحداث المميزة والمنفردة عن الأعوام المنصرمة، بيد أن أقوى هذه الأحداث وأبقاها كان تفشي فيروس يدعى (كورونا) ظهر أول مرة في مدينة ووهان الصينية ثم تفشى بشكل مفاجئ وغير متوقع في أسقاع العالم، مولداً الكثير من المشاكل المتعددة والمتنوعة، لعل أهمها الإقتصادية، والتي إنعكست على العقود بصورها المختلفة، إلا أن تأثيره على العقود والمعاملات العمالية كأن أشد وطأة وأقوم قيلا، حيث توقفت الكثير من المؤسسات والمعامل والشركات، ففقد تبعاً لذلك جمعٌ غفير من العمال عملهم، بل وتهدد قوت يومهم، ليس بسب الوباء وحسب، بل بسبب إجراءات الحجر الصحي وحظر التجوال اليومي، ومن ثم فإن هؤلاء العمال كانوا يتهادون بين الإستحالة والإرهاق في تنفيذهم لعقودهم، وعلى عُجالة إنبرى فقهاء القانون ليدلوا بدلوهم في طرح التفسيرات والنظريات حول هذا الوباء في إطار العقود، ومنها العقود العمالية، والتي فوقنا سهمنا نحوها، حيث قدمنا عدة تساؤلات علَّ أبرزها، ماهو التكييف القانوني لعقد العمل بين الإستحالة والإرهاق في تنفيذ عقد العمل في ظل وباء كورونا، وطرح هذا التساؤل مهم لتوضيح مكان هذا الوباء ومكانته القانونية، من أجل بيان حكم الحالة التي يدخل ضمنها، ولكي تكون الإجابة عن التساؤل الأول دقيقة، سُقنا محددات لتلك الإستحالة وهذا الإرهاق في ظل وباء كورونا، حيث إهتدينا إلى عدة محددات منها ما هو خاص بوباء كورونا ومنها ما هو عام لا يتقيد بالوباء فقط، من أجل وضع حكم لكل حالة تتفق والظرف المحيط .