جيوبولتيك شرق المتوسط في المدرك الاستراتيجي الروسي

Abstract

حظيت منطقة شرق المتوسط بموقعها الجيوبولتيكي المهم بمكانة متقدمة في المدرك الاستراتيجي الروسي ، حتى بدت وكأنها أحد أهم المناطق الجيوستراتيجية الضامنة في متابعة روسيا لفرض ادوارها العالمية عبر ايمانها بضرورة ضبط حركة التفاعلات الاقليمية والعالمية نحو نظام متعدد الأقطاب تعاد هيكلته بما يتفق وضمان المصالح الاستراتيجية الروسية في مناطق النفوذ التي تنشط بها عمليا بدلالة توظيفها المباشر لما تملكه من مقومات قوة ناجزة حددت بها الكيفية التي دعمت واقعية تحالفاتها وشراكاتها الاستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص ومناطق النفوذ الاخرى بشكل عام . إزاء ذلك نقول إن هذه المنطقة كفضاء استراتيجي عدت بمثابة اختبار لجدية القوة الروسية في استعادة لغة الدور العالمي المنشود ، لتكون المخرج الذي يضمن تعزيز المكانة العالمية حينما اجهدت القيادة الروسية وبالقوة العسكرية ضبط ايقاع حركة التغيير التي نتجت عما يسمى ثورات الربيع العربي نحو وجود القوة الروسية كطرف مركزي يفرض نفسه بقوة على تعقيدات ساحة الصراع الشرق الاوسطي عبر البوابة السورية التي اتاحت لها إقامة علاقات استراتيجية متينة احكمت ثوابتها وفق رؤية استراتيجية مفادها أن المصالح الروسية ستكون كبيرة بعد تعهدها بتقديم كل اشكال المساعدة التي تضمن إبقاء النظام السياسي لبشار الاسد قائما ، وعدم السماح للحركات المتطرفة باستبداله بعيدا عن الاطر الديمقراطية .