الوسائل النبوية في تحقيق اليقظة البيئية

Abstract

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: فإن الإسلام نظام شامل لجمع شؤون الحياة ، إذ اشتمل على تنظيم حياة الفرد والمجتمع من خلال وجوده في محيطه الذي يعيش فيه, فكراً وعقيدة، وأخلاقا وسياسة، ومن المعلوم أن سنة نبيه محمد ، ثاني أصول الاسلام التي بينت معاني الاحكام والمقصود من الحلال والحرام ومن جملة ذلك نظام البيئة, وأًعني به حماية مكان العيش للفرد والأسرة والمجتمع, وإن الابداع النبوي لم يقتصر على حماية الأرواح واحلال السلام فقط , بل اشتمل على حمايتها فكريا واجتماعيا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا واعلاميا وغيرها مما وَفرَّ للأمة مناخاً صالحاً تتوفر فيه جميع متطلبات الحياة وحيويتها وديمومتها.وتكمن أهمية البحث : في كونه يساعد على ايضاح المقومات النبوية في صيانة البيئة وبيان عناية الرسول  بها, لأن كثيراً من الإخفاقات التي تحل بالانسان كانت بسبب التفريط بهذا الجانب الذي أولته الدول المتقدمة الآن جل اهتمامها وعنايتها . وكان الغرض من هذا الموضوع : نشر ثقافة الوعي البيئي بين الأفراد وكيفية تحصيله وفق النصوص النبوية لأننا نشكو من فقدانه في مجتمعاتنا المعاصرة, وقد أصبح عائقا عن النهوض والتقدم والرقي الذي لا ينجح إلا بوجوده.ويمكن صياغة الفرضية وفق التساؤلات التالية : ماهي الأسس والدعائم التي يممن خلالها تحقيق اليقظة البيئية ؟ وهل في السنة النبوية ما يقتضي ذلك؟. كيف نحافظ على بيئة سليمة كما فعل النبي  ؟. وللإجابة عن ذلك اقتضت خطة البحث أن تتكون من مقدمة وفيها أهمية الموضوع، وثلاثة مباحث وخاتمة، فالمبحث الأول : كان عن مقومات اليقظة البيئية في السنة النبوية ، والمبحث الثاني: تضمن طرق تحسين ومعالجة البيئة في السنة النبوية، والمبحث الثالث: اشتمل على العناية بالكائنات الحية وطرق الانتفاع بها، ثم ذكرت الخاتمة وفيها أهم النتائج والتوصيات ، وفق المنهج التطبيقي بالتمثيل لكل محاور البحث، والتركيز على بيان الفوائد والعبر التي تسهم في تفعيل يقظة مستديمة وحماية للبيئة وفق النصوص النبوية والاستفادة منها في العصر الحالي، لتكون بمثابة التجديد للنظم الحالية والاسترشاد بنور الوحي والهداية الربانية، ونرجو النفع للجميع والله الموفق