إشكالية مفهوم المواطنة في الفكر الديني اليهودي وتداعياته على الفكر الصهيوني - دراسة تاريخية تحليلية

Abstract

تُعد "المواطنة" من المفاهيم المتداولة في الأدبيات السياسية المعاصرة، إذ لا يخلو خطاب منها، وكأنها لازمة ضرورية تُظهر حداثة المتكلم ومراعاته للغة العصر، حتى يخال المراقب أن هذا المفهوم يحمل في طياته وصفة سحرية إذا ما طُبقت ستكون قادرة على تغيير واقع المجتمعات الإنسانية؛ هذا بالرغم من أن هذا المفهوم، كما يرى الكثير, هو وليد تجربة خاصة عاشتها المجتمعات الغربية وهي تحمل في طياتها صورة ذلك الصراع الحاد، الذي نشب في فترة من الفترات بين رجال الدين والإقطاع من جهة، والمجتمع من جهة أخرى. لقد أخذ مفهوم "المواطنة" حيزاً كبيراً من اهتمام المثقفين والمفكرين الغربيين، وتم تداوله في أدبيات الفكر الغربي بشيء من الإسهاب، ونوقش هذا المفهوم باستفاضة أيضاً من قبل الكتاب والمفكرين الصهاينة، على اعتبار أنه يمثل نواة الدولة الصهيونية ومؤشر قوي على تحول الكيان الصهيوني إلى دولة جامعة لكل مواطنيها. من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة في تناولها لهذا المفهوم وتداعياته في هذه اللحظة التاريخية، التي تشهد محاولات متزايدة من قبل قادة الفكر الصهيوني من أجل تجديد مفهوم المواطنة وعلاقته بالسلطة والدولة في إطار جديد يدعم تطلعاتهم بالحصول على اعتراف عربي ودولي بدولة اليهود(إسرائيل) كدولة جامعة لليهود، وذلك بالطبع على حساب حقوق الشعب الفلسطيني