: ( منهج القرآن في الوقاية من العنف لحماية المجتمع الاسلامي )

Abstract

. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد ، وعلى آله الطيبين الطاهرين .فأن من اكبر نعم الله تعالى علينا ان هدانا للاسلام ومن علينا بهذه الشريعة الغراء التي جاءت لتحقيق مصالح العباد في امور المعاش والمعاد . فالاسلام هو رسالة السلم الذي يريد للانسانية الرقي والتقدم والاطمئنان ، فأن الانسان غير الآمن في سربه ومسكنه وحياته لايتمكن من ان يحقق الازدهار والنمو ، بل كثيرا مايسبب فقدان الامن تحطيم الانسان في ابعاده المختلفة ، ومن محاسن الشريعة انها جاءت بحفظ الامن للافراد والمجتمعات والامة ، فالأمن مرتبط ارتباطا وثيقا بالايمان بهذه الشريعة ، لذلك حرصت الشريعة على تعزيز الامن ونبذ العنف بكافة اشكاله والوانه ابتداءا من الارهاب وانتهاءا الى العنف الاسري ، لابد من وسائل وقائية لحماية المجتمع من كل قرصنة فكرية او سمسرة ثقافية وليتحقق ماسبق لابد من وقاية المجتمع من العنف ، وهذا ماتم تناوله في هذا البحث ، فقد تناولت العنف بين المسلمين وغير المسلمين ، ومن الوسائل الوقائية التي اتبعها القران الكريم انه عمل على ترسيخ مبدأ الاخاء الانساني الذي بدوره يقي من العنف وبالتالي تتحقق الغاية المقصودة وهي حماية المجتمع الاسلامي .مبدأ الاخاء الانساني ثمرة من ثمرات انسانية الاسلام ، انه مبدأ قرره الاسلام بناء على ان البشر ابناء رجل واحد ضمتهم هذه البنوة الواحدة المشتركة قال تعالى { ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة .... } النساء (1) ، فالاخوة بين عباد الله جميعا لابين المسلمين وحدهم بل هي اخوة بين بني البشر جميعا على اختلاف اجناسهم واعراقهم ومللهم ونحلهم . والبشر جميعا عند الله تعالى نموذجان ، رجل عرف الله وانضبط بمنهجه فسلم وسعد في الدنيا والآخرة ، ورجل غفل عن الله وتفلت من منهجه فشقي في الدنيا والآخرة . وهذا الاخاء الانساني في الاسلام ليس للاستهلاك المحلي ولا للتضليل العالمي انما هي حقيقة دينية لاريب فيها ، تنطلق من اسقاط لكل المتألهين في الارض ، ويزداد هذا الاخاء توثقا اذا اضيف اليه عنصر الايمان فتجتمع الاخوة الدينية الى الاخوة الانسانية ، فتزيدها قوة الى قوة . ولما كان باب الايمان مفتوحا لكل الناس بلا قيد ولا شرط ولاتحفظ على جنس او طبقة فأن الاخاء الديني لايضعف الاخاء العام بل يشده ويقويه . ان منهج القران الكريم في الوقاية تضمن اساسين ، الاول كونه منهج وقائي جامع اي انه حوى جملة المصالح والمنافع التي تحقق للخلق الخير ، فأنه يضع الوقاية ويمنع المرض من اساسه ، فهناك فرق بين الوقاية من المرض وبين العلاج للمرض ، فاصحاب القوانين الوضعية يعدلون نظمهم لعلاج الامراض التي يشقون منها ، اما الاسلام فيضع لنا الوقاية . والاساس الثاني كونه منهجا وقائيا مانعا ، منع الله به عن الخلق عموم المفاسد والمضار والرذائل