طبقات الصحابة والتابعين عند الحاكم النيسابوري في كتابه (معرفة علوم الحديث وكمية

Abstract

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد : فلا يخفى ما بذله المحدثون من جهود عظيمة في حفظ السنة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام ، ولعل من هؤلاء العلماء الافذاذ الحاكم النيسابوري الذي طلب العلم منذ صغره وارتحل لطلب العلم إلى مختلف البلاد كالعراق وبلاد خراسان وما وراء النهر وكان واسع العلم كثير التاليف اذ بلغت مؤلفاته قريبا من خمسمائة جزء ، ولعفته ونزاهته فقد تولى قضاء (نيسابور)و(نسا) ولعل من اهم المواضيع التي ذكرها في مؤلفاته علم الطبقات هذا العلم الذي من خلاله يمكن معرفة الاشخاص المتشابهين في الاسناد والسن، وبالتالي يمكن التفريق بينهم ومعرفة الثقة من الضعيف ومعرفة المتصل من المنقطع وغيرها من فوائد علم الطبقات وقد قسم الطبقات في كتابه (معرفة علوم الحديث وكمية اجناسه) فقد قسم طبقات الصحابة إلى اثنتي عشرة طبقة فابتدءها بذكر الصحابة الذين اسلموا بمكة قديما كابي بكر وعمر وعثمان وعلي (رضي الله عنهم جميعا) وختم طبقات الصحابة بذكر صبيان واطفال الصحابة الذين رأوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة او في حجة الوداع ، وعندما ذكر طبقات التابعين بدء بذكر التابعين الذين لحقوا بالعشرة المبشرين بالجنة ومنهم قيس بن ابي حازم وسعيد بن المسيب وغيرهم وذكر اخر التابعين هم الذين ادركوا من بقي من الصحابة ممن تأخرت وفاتهم ومن هؤلاء التابعين من لقي انس بن مالك في البصرة ، ومن لقي عبد الله بن ابي اوفى من اهل الكوفة ، وغيرهم ، وقد اجاد الحاكم النيسابوري في تقسيمه لطبقات الصحابة والتابعين وهذا ما ذكره الشيخ احمد شاكر (رحمه الله تعالى) في تعليقه على كتاب الباعث الحثيث وقد اعتمد الحاكم في تقسيمه على الطبقات امورا منها السابقة إلى الاسلام والفضل في الدين وشهود المشاهد وغير ذلك من الامور الاخرى ، ونسأل الله العلي القدير ان يكون عملنا خالصا لوجهه الكريم ومن الله التوفيق والسداد.