لفظة (يروي الأوابد) عند ابن حبان في كتابه المجروحين من المحدثين – دراسة نقدية حديثية-

Abstract

فلا يخفى أهمية علم الجرح والتعديل على طلبة الحديث ، والجهود الكبيرة التي بذلها العلماء لصون حديث النبي (عليه الصلاة والسلام) من الدس والوضع ، لذلك انبرى علماء الجرح والتعديل لبيان حال الرواة من التعديل والتجريح ، لان علم الجرح والتعديل يختص برواة السند الذين ينقلون الحديث النبوي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليعرف الحديث المقبول من المردود، وكلام الائمة في الجرح والتعديل ليس اعتباطاً وانما يخضع الرواة في السند لقواعد وضوابط فمن يثبت فيه الجرح فانهم يذكرون ذلك فيه ولا تأخذهم في الله لومة لائم ، ولعل من أبرز هؤلاء العلماء الذين تكلموا في الجرح والتعديل ، الامام ابن حبان (رحمه الله ) وقد استخدم لفظة (يروي الاوابد) على بعض الرواة لبيان حالهم من القبول والرد وكانت هذه الكلمة لبيان الطامات التي اطلقتها على بعض الرواة الضعفاء او الكذابين والذين اقحموا انفسهم في رواية احاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يكونوا من اهل الرواية ولا الحديث ، فأحب الامام ابن حبان ان يبين حالهم ليتجنب الناس رواياتهم لأنها غير صحيحة ، ولم ينفرد ابن حبان بهذه اللفظة بل سبقه اليها بعض العلماء ومنهم يحيى بن معين ، وابو زرعة الرازي ، وابو حاتم الرازي ، ولكن ابن حبان اطلقها على الرواة في كتابه (المجروحين من المحدثين) فأردت ان اجمعها في بحث علمي مفيد لانتفع منها أولاً ثم لينتفع منها القارئ الكريم ولأبين هل أصاب الامام ابن حبان في اطلاق هذه اللفظة أو انه جاوز الصواب وذلك بمقارنة قوله بأقوال العلماء الآخرين من علماء الجرح والتعديل والله هو الهادي الى سواء السبيل وأسأله التوفيق والسداد .