توظيف اللغة الصامتة في التعبير القرآني

Abstract

انّ اللغة الصامتة بطبيعتها لغةٌ غير كلامية تشمل أساليب التواصل البشري من خلال الإيماءات الجسدية بما فيها تعابير الوجه، ووضعيات الجسم ، إضافةً إلى التلامس والاتصال الجسدي،وهي لغة عامة لاتخص شعبا بعينه ولا لغة معينة بل عالمية ، و مُعمَّرة و متقادمة ، و متداولة في المشارق والمغارب ، فليست مخصوصاً بها شعبٌ دون غيره أو إقليم دون آخروهي اتصال بلغة الإشارات، وأعضاء الجسم ، ويطلق عليها لغة الاتصال غير اللفظي.واللغة الصامتة عنوان قام على فكرة أساسية وهي أن تواصل بني الإنسان لا يتوقف عند حدود اللغة المنطوقة، بل يتعدى ذلك ليشمل حركات الجسد وأعضائه، كالوجه والعين، والأطراف والهيئة العامة والذي يتأمل في نصوص القرآن، يدرك بكل وضوح استخدام القرآن كثيرا من المصطلحات الدالة على تلك المسألة ،قال تعالى)):فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ((،أشارت أي أومأت إليه أي إلى عيسى فتكلم، وقيل: المعنى أشارت إليه أن كلموه، وقال تعالى)): قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ))إلا إشارة بيد أو رأس أو غيرهما وأصله التحرك،والإشارة قد تكون باللسان وبالعين وباليد،ويظهر من هذه الآية أن الرمز سد مسد الكلام، وأدى الرسالة نفسها ، وقد ثبت أن الرسول  كان يكثر من استخدام هذه الرسائل ويدرك معناها للتعبير عن مشاعره مما يدل على معرفته بأهميتها لغة للتواصل بينه وبين المجتمع وقدرتها على توصيل ما يريد المخاطب، كما كان المتلقي يفهم هذه اللغة، ويفقه معناها، دلَّ على ذلك كثير من الأحاديث التي صحت عن الرسول  ، ومنها ما روى البخاري: عن أنس بن مالك  أنه يقول:(( كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي )) لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يخشى أن تكون هذه الريح عذاباً، فتظهر بعض التغيرات على وجهه الشريف.