قيم الاعتدال بين الشعر الجاهلي والقران الكريم

Abstract

صوَّر الشعرُ الجاهليُ جانبًا مهمًا من قيمِ الاعتدال الاجتماعية والأخلاقية, السائدة في المجتمع العربي قبل الإسلام, والتي استمرت بعد مجيئه, إذ أقرّهاَ في جملة ما أقرَّه منها, وعدَّل في بعضها, كما أضاف إليها بُعدًا آخر حينما قرن بينها وبين الأجر والثواب في الآخرة, وقد تمثلت هذه القيم والأخلاق في كلمة ( المروءة ) التي تشتمل على عدد من القيم انتخبت منها: رعاية الجار ونصرته, والدعوة إلى صلة الأرحام, والتعاون والتكافل والإيثار, كما شملت الشجاعة والكرم والوفاء بالوعد...وغيرها من القيم والمُثل الأخرى التي جاءت ضمن ما سبق. إنَّ هذه القيمُ الاجتماعيةُ والمُثُلُ الأخلاقيةُ, وإن كانت من الصِّفاتِ المُشتركةِ بينَ الشعوبِ والأُممِ؛ إلا أنَّ للعربِ تميزًا في خصالٍ عُرفت عنهم, عجَّتْ بها أشعارهم, وسارت فيها أخبارهم. ومعلومٌ أنَّ حياة العرب في العصر الجاهلي لم تكن كلها ثأرٌ ودماء, إذ لم تَحُل روح العصبية بينهم وبين التحلي ببعض تلكَ القيمِ, وإن دَفَعَتْهُم تلكَ العصبيةُ إلى الأخذِ بالثأر, وانتزاعِ الحق بالقوة, ورفضِ الظلمِ والعدوانِ, والتحلي بالشجاعة؛ فإنَّما ذلك من أجلِ أهدافٍ نبيلةٍ, حكمتْ حياتهَم, وميزتهُم عَن غيرهم منَ الأممِ والشعوب. وقد سلَّط البحث الضوء على بعض تلك القيم والمثل الأخلاقية, مقارنًا بينها وبين ما جاء القرآن به ودعا إليه, إذ تبين أنها امتداد لما تحلى به العرب من تلك القيم والأخلاق, ولعل ذلك كان سببًا في اختيارهم لحمل رسالة الإسلام ونشر دعوته إلى العالمين.