من سير آل بيت رسول الله والصحابة عند الاحتضار (دراسة تاريخية )

Abstract

عند مبعث رسول الله  وبزوغ فجر الإسلام تغيرت الكثير من نواحي الحياة في المجتمع العربي نحو الافضل ، في العقيدة والدين والجوانب الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية وغيرها من النواحي ، ومما اهتم به الاسلام في الجانب العقدي مصير الانسان بعد الموت هل الى الجنة والرضوان ؟ أم الى النار والعذاب ؟ ، وقد وجه الاسلام الانسان الى المنهجية التي تجره نحو بر السلامة قبيل الوفاة وبعدها ، وقد تجلى ذلك بصورة واضحة في سير آل بيت رسول الله  وصحابته عند الاحتضار ، وبحثنا هذا محاولة لتتبع أفعال وأقوال آل بيت رسول الله والصحابة عند الاحتضار ، ومحاولة استلهام العبر والدروس من تلك الافعال والاقوال لننتفع بها في رسم سبيل ومنهجية لما تبقى من حياتنا ، لنحصل على خيري الدنيا والاخرة ، ويعرف الاحتضار بانه الحضور: نقيض المغيب والغيبة ، وحضور الموت ووقوعه حق لازم لكل مخلوق ، والاحتضار موقف يمر به كل انسان ، لحظات يودع بها هذه الدنيا الفانية ويستقبل الاخرة الابدية الباقية ، لحظات عصيبة على البعض ملئها الالم والحسرات والندم والعذاب وهم الذين اضاعوا حياتهم في هذه الدنيا دون ان يحققوا ما امر به الله من عبادة واعمار الارض ، وسهلة سعيدة على آخرين ملئها السكينة والتفاؤل والاستبشار برحمة الله وهم الذين نجحوا وافلحوا في استثمار هذه الحياة الدنيا فيما امر الله به من عبادة واعمار الارض ، في لحظة الاحتضار تنتفي اهمية الاشياء ، فالمال والسلطان والممالك والعروش وتاريخ الانسان من الولادة الى هذه اللحظات ، تغدو محض سراب عابر ، فالجبابرة والطغاة يحتضرون ثم يموتون ، والانبياء والرسل وأهليهم وأصحابهم ، يحتضرون ثم يموتون ، والملوك والسلاطين الذين حكموا العالم ، يحتضرون ثم يموتون ، الرعية من الرجال والنساء يحتضرون ، الصغار والكبار ، العالم والجاهل ، الصحيح والمريض كلهم في نهاية المطاف يشربون من كاس المنون ، وقد حرص المسلمون من آل بيت رسول الله  وصحابته على ان يكون احتضارهم ومن ثم موتهم وتجهيزهم ودفنهم على ما أمر به الرسول  ، فضلا عن ذلك فقد ظهرت لنا جوانب عديدة عند الاحتضار ، جوانب دينية وتقوى والنصيحة وجوانب أدارية وسياسية واقتصادية ، وقد ذكرنا تفاصيل هذه الجوانب باختصار لكثرة المادة التاريخية المتعلقة بهذه الجوانب .