سعد بن معاذ ومواقفه في القرآن

Abstract

الحمد لله المتفضل علينا بنعمائه القائل: ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها )، والصلاة والسلام على سيد الارواح والملاطف الفواح سيدنا محمد القائل: ( الارواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) . وبعد : فقد قد حدت في ذهني خاطرة ان اكتب عن شخصيات إسلامية مقترنة بأقوالها مع القران الكريم، لكي نتعرف على هؤلاء الرجال في ذلك العصر الذين تمكنوا من تحويل قبلة العالم دون ان تقف أي عقبة بوجههم وكانوا المستضعفون في هذه المعمورة . فكنت متحيرا بمن أبدأ إذ كنت ارنوا ان تكون خطوة أولى في سلسلة من القرآنيات، فبينما انا اتقلب بين ارجاء الاسماء، اذ استوقفتني شخصية لم تعمر طويلا من السنين، ولم تصاحب النبي مرحلة طويلة من الحروب، ولم تكن مدة اسلامها بالمعمرة، بل انها كانت سنين قصيرة، وعلى الرغم من هذا فانه كان يعرف ما يدور في خلد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوارد خاطره، مع ما نزل من كتاب الله فكان يقول المقال ثم تأتي بتنزيل مثل فلق الصبح، واما في حياته فكانت اذا تعرض رسول الله لمشكل استدعى هذا الرجل واستشاره على الرغم من انه اصغر منه سنا، وكان يفرح بكلامه ويستبشر، واما في مماته فقد استبشر به اهل السماء قبل اهل الارض، وحضرت دفنه ملائكة السماء واهتز له عرش الرحمن، فبماذا يا ترى حصل على هذه المنزلة، وهو لم يتجاوز السابعة والثلاثين، بل انه لم يكن عمره الاسلامي سوى سبع سنوات، فماذا فعل كي يبشر بالجنة ويهتز له عرش الرب، إنه سعد بن معاذ، فارتأيت أن تكون فاتحة خير على هذه السلسلة بهذه الشخصية .