اتفاقية مناصفة الارباح في المملكة العربية السعودية الاسباب والتداعيات

Abstract

تعد اتفاقية مناصفة الارباح واحدة من اهم الاتفاقيات الاقتصادية التي شهدتها البلدان المنتجة للنفط، اذ كانت المكسيك المنطلق الاول لذلك المبدأ ومن بعدها فنزويلا ، ومن ثم الى المملكة العربية السعودية كأول دولة عربية وخليجية طبقت فيها هذه الاتفاقية في الثلاثين من كانون الاول عام 1950، اذ اعادت هذه الاتفاقية حقوق شعوب البلدان النفطية التي استغلتها شركات النفط العالمية ولم تقف تداعيات توقيع تلك الاتفاقيات عند الجانب الاقتصادي، اذ شملت الجوانب السياسية والاجتماعية والعسكرية والثقافية، اذ اجتمعت ثلة من العوامل لاجبار تلك الشركات على الرضوخ لمطالب الشعوب والحكومات ،ويقف تطور الوعي الوطني والقومي والرغبة في استعادة الحقوق والاستفادة من تجارب الدول الاخرى وسوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مقدمة العوامل الداخلية، ودخول شركات نفطية منافسة بشروط افضل وعدم الرغبة في ضياع الامتيازات السابقة، كلها عوامل اجتمعت لتصب في بودقة واحدة الا وهي الحصول على نصف الارباح ، والقت تلك الاتفاقية بظلالها الايجابية على كل جوانب الحياة ، إذ اسهمت في تعاظم وارداتها المالية بعدة اضعاف عما سبق وازدياد الكميات المنتجة والمصدرة بعد توقيع الاتفاقية ، واسهمت الاتفاقية في التطور العمراني والاستثماري الكبيرين الذي شهدته مدينتي الرياض وجدة وبناء المستشفيات والمدارس والجامعات والطرق والجسور وسكك الحديد ومطارات وفنادق، لينعكس بذلك على تطور سياسي ودبلوماسي جعلها ركيزة اساسية لتأسيس منظمة (اوبك).