تطور الدراسات الإسلامية في مدينة الفسطاط في العصر الأموي

Abstract

لا ريبَ أن الإسلام دين تمدني ولد في مدينة تُعدُّ من المدن التجارية الحيوية، هذا الدين الذي حملهُ العرب وبشّروا به يصلح عقيدة لكل البشر ، في كل زمان ومكان لِما يحملُ من معانٍ سامية ومن سعةٍ وشمول لكل التطورات الإنسانية والعلمية إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها، وقد عَدَّ الله سبحانه وتعالى دين الإسلام خاتم الديانات السماوية { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ( ). ومع ذلك تناسى بعض المستشرقين هذه الحقيقة فوصفوا العرب المسلمين بالبدو الذين يجهلون المكونات الأساسية للحضارة والتحضّر، لذلك فقد ظلَّ بعضهم يُسمّي العرب، كعناوين لكتبهم، بتعبير Saracen وهي تفسير في أحد الآراء بأنها تعني بالعربية (السرّاقين)( ). فالعرب بدوا امتهنوا حرفة الغزو بصورة عامة وقطع طرق التجارة اليونانية والرومانية خاصة، والعديد من المستشرقين الأوائل والمتأخرين ما فتئوا أن يصورون حركات التحرير العربية على أنها Invasions أو Conquests التي يراد بها الغزو العسكري المدمّر للمدنيات( ) والحضارات. إنَّ مهمة هذا البحث هي إظهار الخطأ الفادح الذي وقع فيه هؤلاء بما سنبينه من أنَّ الدراسات الموثّقة ستتجلى عن عقليةٍ علميةٍ متطورة واعية تتجاوز فهم المستشرقين وأساليبهم. من هنا يهدف هذا البحث إلى معرفة موقف الإسلام وصحابة الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) من الفكر والثقافة بعد تحريرهم لبلاد مصر.