المدينة وخصائصها في فكر المقدسي

Abstract

تمثل المدينة أحد مظاهر الحياة التي اسهمت في بناءها ، بل إن المدينة هي الحضارة كما يراها كل من بودلنك وشينجلر ، أذ تتطلب الحضارة الاستقرار لكي يتحرر المرء من عوامل التقلب والتشتت ودوافع القلق وكل هذا لا يتم إلا في المدينة ، وبحسب المعاجم اللغوية العربية فأن المدينة هي المكان الذي يقام فيه والذي له حدود ثابته ، وهذا المعنى يقابله تعبيرات اخرى مشابهة له وهي المصر والحاضرة والمدرة ولو بدرجة اقل ، ولكون المدينة لها اهمية كبيرة في القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة فقد تحدث عنها المقدسي بالتفصيل من حيث المعنى والتوزيع والتصنيف والمقومات والوظائف والمورفولوجية وانواع المدن بحسب الوظائف التي تؤديها وحجوم المدن وسبل التفريق بين القرية والمدينة . ولكثرة كلامه عن المدينة فأن كتاب احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم يصف بأنه دراسة في الجغرافية البشرية بإمتياز . وقد فصّل المقدسي في تناوله للمدينة اموراً عدة تعلقت بالموضع والموقع والامتداد واستعمالات الارض فيها ، فضلاً عن حجومها وتوزيعها المكاني . مع تناول العادات والتقاليد والاعياد والمناسبات . كما تحدث عن طرز البناء والعمارة والمواد المستخدمة في البناء وامتداد الشوارع واتجاهاتها والمساحات بين المدينة .