المدينة والبلد في القرآن الكريم(دراسة تحليلية)

Abstract

القرآن الكريم كتاب الله تبارك وتعالى الذي نزّله على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد() فيه تعاليم الدين الإسلامي التي توصلهم الى سعادة الدنيا والأخرة , أن جميع ما هو موجود في القرآن الكريم من سور وآيات سواء أكانت قصص ام من الأحكام الشرعية أو الاخلاق أو في اصول الدين وفروعه جميعها تصبّ في أصلِ واحدِ الا وهو إيصال الانسان الى توحيد الله وطاعته وعبوديته ، ثم أن هذا الرسالة تهدف الى بيان المدينة في القران الكريم ,ما هو مقصود منها في الآية والبلد ,ما هو مقصود منه ,أنهما كلمتان ذكرتا في القران الكريم في سور مختلفة, وفي كل آية تدل على معنى يختلف عن الاخر فتارة تأتي عن الحديث عن نزول المطر واحياء الارض, كما ذكرت لنا الحديث عن مكة وقدسيتها عند الله تعالى بأنها بلد آمن ،ثم بين لنا القران الكريم عظمة مكة المكرمة, لكون الله تعالى أقسم بها في بعض السور لبيان شرفها ؛لأن منها أنطلق شعاع الاسلام لينير طريق البشرية بالرحمة والعدل والتسامح ، أما عندما يطلق القران الكريم أسم المدينة يكون المجتمع فيه ؛ لذلك أطلق على يثرب أسم المدينة الخير والشر كما في قوله تعالى (ﭲ ﭳ ﭴ ﭶ ﭷ ﭸ)( ) ,لذلك لم يرد في القران الكريم أن الله أهلك مدينةً كاملةً بل يهلك القرى الكافرة ؛ ولذلك تبين لنا الآيات في القران الكريم أن الله تعالى يأتي بالهلاك عندما يعم الكفر في المجتمع ، ثم تبين لنا من خلال دراسة الآيات التهديد والوعيد لكفار مكة ومن سار على طريقهم ، وأن الله تعالى قادر على إهلاكهم وإهلاك منكري البعث والنشور ، فالواجب على كل إنسان التفكر والتدبر بعظمة الله تعالى وقدرته ، ولا بدّ أن تكون لنا بصمة في غرسها بالنفوس البشرية؛ لأنها مهمة كل باحث, ولا سيما غرس التفكر في نعم الله تعالى, وأن الله تعالى عالم بما كان, وما يكون, وما لم يكن لو كان كيف يكون ، وهذ كله تبين لنا من خلال البحث في الآيات الكريمة التي تخص البلد والمدينة, وقد استعملت في هذه الرسالة خطوات التفسير التحليلي التي أقرها العلماء والمختصون في جميع الآيات التي تحمل معنى المدينة والبلد, وتصنيفها بحسب الجوانب الخاصة بها من الفصول والمباحث والمطالب .