الانحياز المعرفي والانحياز التأكيدي وعلاقتهما بالتفكير الجمعي

Abstract

"مستخلص البحث لا شك في أن الدماغ البشريّ قادرٌ على إنجاز ما يزيد على 10^16 (عشرة ملايين مليون) عمليةٍ حسابيةٍ في الثانية الواحدة في الأقل مما يجعله متفوقًاً بشكلٍ كبيرٍ على أي جهاز حاسوبٍ على الإطلاق؛ ولكن هذا لا يعني أن أدمغتنا خاليةٌ من العيوب والمُحددات التي تقلّل من كفاءتها . إذ يعد الانحياز المعرفي والانحياز التأكيدي ابرز هذه العيوب أو المعوقات التي تؤثر في عمل الدماغ ولاسيما فيما يتعلق باتخاذ القرارات أو أعطاء الآراء وغيرها . فعندما يلجأ الشخص إلى الانحياز المعرفي تنحرف القرارات والأحكام ويحدث تشويه في الإدراك أو تفسيرات غير منطقية ، وذهبت عدة نظريات إلى تفسير ذلك . أما الانحياز التأكيدي فهو فعل يدفعنا إلى الاعتداد بوجهات النظر التي تغذي وجهات النظر الموجودة لدينا مسبقا ، ويترتب على هذا الموقف رفض الآراء والحلول التي تطرح أمامنا ، ويختلف العلماء في تفسير ذلك باختلاف النظريات . وهناك مفهوم آخر يؤثر في اتخاذ القرارات ، وهو التفكير الجمعي الذي يختلف عن الانحياز المعرفي والانحياز التأكيدي ، إذ يلتزم الشخص الصمت في أثناء الحوارات أو اتخاذ القرارات ومن ثم في كثير من الأحيان تكون هذه القرارات خاطئة ، ويرجع العلماء سبب ذلك إلى العقل الجمعي . وهكذا نجد أن لهذه المصطلحات تأثيرات سلبية واضحة . ومن ثم استهدف البحث الحالي تعرف ما يأتي : 1- الانحياز المعرفي لدى أساتذة الجامعة . 2- الفروق في الانحياز المعرفي لدى أساتذة الجامعة على وفق النوع ( ذكر – أنثى ) ،و التخصص ( علمي – إنساني ) ، والشهادة (ماجستير_ دكتوراه ). 3- الانحياز التأكيدي لدى أساتذة الجامعة . 4- الفروق في الانحياز التأكيدي لدى أساتذة الجامعة على وفق النوع ( ذكر – أنثى ) ،و التخصص ( علمي – إنساني ) ، والشهادة (ماجستير - دكتوراه). 5- التفكير الجمعي لدى أساتذة الجامعة . 6- الفروق في التفكير الجمعي لدى أساتذة الجامعة على وفق النوع ( ذكر – أنثى ) ،و التخصص ( علمي – إنساني ) ،والشهادة (ماجستير – الدكتوراه). 7- العلاقة بين الانحياز المعرفي والانحياز التأكيدي لدى أساتذة الجامعة . 8- العلاقة بين الانحياز المعرفي والتفكير الجمعي لدى أساتذة الجامعة . 9- العلاقة بين الانحياز التأكيدي والتفكير الجمعي لدى أساتذة الجامعة . 10- مدى إسهام كل من الانحياز المعرفي والانحياز التأكيدي في التفكير الجمعي . ولتحقيق أهداف البحث الحالي قام الباحث ببناء ثلاثة مقاييس للمتغيرات بحثه ، أخضعها لخصائص التحليل الإحصائي وهي ( تميز وصعوبة الفقرات ، والصدق والثبات للمقاييس )، وطبقها على عينة البحث الرئيسية البالغة ( 400 ) أستاذاً وأستاذةً ، وبعد أن حللت البيانات باستعمال الوسائل الإحصائية المناسبة ، ظهرت النتائج الآتية : 1- وجود الانحياز المعرفي والانحياز التأكيدي والتفكير الجمعي لدى عينة البحث 2- لا توجد فروق ذات دلالة معنوية في الانحياز المعرفي على أساس ( النوع ، والتخصص ، والشهادة ) . 3- وجود فروق ذات دلالة معنوية في الانحياز التأكيدي على أساس متغير النوع ( ذكور – إناث ) ، والتخصص ( إنساني – علمي ) و متغيري ( النوع – والتخصص ) . 4- وجود فروق ذات دلالة معنوية في التفكير الجمعي على أساس متغير الشهادة ( الماجستير – الدكتوراه ) . 5- لا يوجد علاقة بين المتغيرات الثلاثة . 6- لا يوجد إسهام للانحياز المعرفي والانحياز التأكيدي في التفكير الجمعي . وبناءا على نتائج البحث وضع الباحث التوصيات والمقترحات المناسبة . "