الشيخ عبد الحميد محمود طهماز ومنهجه في تفسير القرآن الكريم سور (الأعراف والأنفال والتوبة) أنموذجًا

Abstract

لقد مرّ فهم القرآن وتفسيره بمراحل كثيرة منذ نزوله إلى يومنا هذا وسيبقى ، وإنّ تطوّر العلم ومناهجه وتجدد آلياته له دور في تطوّر فهم النص القرآني وتجددت أساليب التعامل معه، وقد اهتمّ علماء الإسلام عبر الأجيال بالقرآن الكريم اهتماماً كبيراً فتنوّعت دراساتهم حوله وكان أهمّها تفسيره، وكان لهذا التفسير صوراً متعددة ، إلى أن استحدث أسلوب جديد سمّي بـ«التفسير الموضوعي» والذي نحاول في هذه الرسالة استشراف آفاقه من خلال تفسير الشيخ محمود طهماز رحمه الله من خلال تفسيره الذي هو محور دراستنا ،حيث بينا ترجمة الشيخ رحمه الله ، وحياته الشخصية والعلمية من خلال عرض شيوخه وتلاميذه ، وبينا منهجه الذي اهتم بمقاصد القرآن وخصائصه وكشف عنها من خلال تتبع اللفظة ودلالاتها السياقية، وارتباط السور بعضها ببعض فضلاً عن بدايات الآيات وخواتيمها والتي تبرز أهمية تفسيره الموضوعي في إصلاح واقع الحياة ومواكبته، فهو متجدد ومعطاء ، وهو السبيل لبيان مدى حاجة الإنسان إلى هذا الدّين وحل مشكلاته المستجدة، فهو يُعالج ما جدَّ وما يجِدُّ من قضايا وأحداث تعرض للناس لم تكن موجودة من قبل، فضلاً عن كونه يُمثل خط الدِّفاع الأول للشبهات والطعونات التي يُثيرها أعداء الإسلام مع بروزِ ألوانٍ من الإعجاز القرآني من خلال وحدة الموضوع وتكامله ووحدة السورة وترابطها، إلى غيرها من أهداف وغايات ، وقد تطرقت في دراستي الى ثلاث سور هي ( الانفال، والأعراف ، والتوبة) بدراسة موضوعية حسب ما وردت في تفسير الشيخ طهماز