الجوانب السياسية والعمرانية في بلاد المغرب الاسلامي من خلال كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي (ت 626هـ/ 1229م)

Abstract

يُعد كتاب معجم البلدان من أهم المصنفات والمصادر التي اعتمد عليها الكثير من الباحثون بكل ما يشمل علم الجغرافية لمعرفة اسماء البلدان والاماكن والاطلاع عليها بشكل ادق, ولاسيما اصبح هذا المعجم مصدراً مهماً لأنواع العلوم الاخرى, فقد برزت الاوضاع السياسية في المغرب الاسلامي لقادة الفتح إذ واجهت الدولة العربية الاسلامية معوقات لفتح بلاد المغرب الاسلامي, والتي اوضحت عدة امور لهذه المرحلة ومنها التغير الجذري للمغرب من تحويل اهل تلك البلاد الى مجتمع اسلامي محرر من العبودية التي كانت تسيطر عليها الروم والفرنجة, وإنشاء قوة عسكرية تكون مركزاً دفاعياً وحصيناً لهم من الاعداء, فكانت هذه من اولى خطوات المسلمين لفتح بلاد المغرب.الحمد لله رب العالمين الذي علم الانسان بالقلم, والصلاة والسلام على رسولنا محمد (ﷺ), تعد كتب الجغرافية والرحلات احدى روافد العلم التي شهدت حركة كبيرة في نشاط التأليف بمختلف المجالات سواء الجغرافية والتاريخية والسياسية, والتي ظهرت بها الكثير من المصنفات للجغرافيين المسلمين بشيء وافر في كتاباتهم, ولاسيما فقد اوضحت هذه الكتب دراسة المصطلحات لجميع نواحي المدن وحدودها, بل اهتمت بشكل ميّسر بدراسة الجوانب السياسية منها. ويعد ياقوت الحموي ابو عبدالله الذي توفي في سنة(626هـ/1229م) واحد من ابرز الرحالة المسلمين والجغرافيين الذين سافروا وتجولوا في البلاد, فتركوا اثراً واسعاً لنا, وبما ان مؤلفه الشهير ألا وهو كتابه (معجم البلدان) الذي نال مقتبلاً كبيراً من جانب الباحثين والقراء لدراسته, وما يحوي في طياته من معلومات عن الجانب السياسي لبداية مرحلة الفتح الاسلامي لبلدان المغرب التي كانت بدايتها بعد فتح الاسكندرية في سنة(22هـ/642م) التي تناولتها في بحثي, فقسمته الى محورين إذ شمل المحور الاول ترجمة لشخصية ياقوت الحموي, واما المحور الثاني فقد احتوى على سياسة قادة الفتح الاسلامي لبلاد المغرب, الذي تضمن اسباب الفتح وبدايته ومرحلة انتهاؤه.