شعرية المبالغة في شعر العصر الاسلامي - دراسة تحليلية

Abstract

تأتي هذه الدراسة الموسومة بـدراسة " شعرية المبالغة في شعر العصر الاسلامي " ، من جهة طرائق المبالغة وصيغها ، وما يترتب على هذه الصيغ من نماذج واشارات تغذي المعاني الدلالية ، فلا تقف الدلالة عند حدود الكلمة البسيطة ، بل تتعداها لتكسب المعاني بلاغة خاصة ، وتتجلى الفكرة ملخصها مدى عناية المتكلم بتوصيل الفكرة كاملة غير منقوصة ، من جانب ، ومن جانب اخر مدى ميل العربي الى تثبيت الفكرة ، والمبالغة في ذلك ، بما لا يدع مجالا للشك او النقص فيها ، ولعل اهتمام العربي بالمبالغة وتكثير الفكرة يرد الى اسباب نفسية ، تملي عليه ان يبالغ في توصيل الفكرة ، وان يحشد اصواتا خاصة ، واساليب مميزة كي يقنع السامع بما يقول من افكار ، ويكشف الستار عن نفسيته حين يعلن عن مدى حفاوته واهتمامه بالقضية التي يعبر عنها ، اي ان وراء المبالغة والتكثير سببين رئيسين هما : 1- تثبيت الفكرة كاملة في ذهن المتلقي بما لا يدع مجالاً للشك او للنقص ، فهي زيادة في التوكيد والتوثيق . 2- الكشف عن جوانب من شخصية المتكلم ، وبيان مدى حفاوته واهتمامه بالفكرة التي تعمل في ذهنه . وتهدف هذه الدراسة الى توضيح طرائق المبالغة وصيغتها في الشعر ، كما تهدف الى عرض نماذج لتلك النصوص والتعليق على ما يستحق التعليق منها ، لنترك للمتلقي بعض تلك النماذج ليتأمل اشكالها ودلالاتها ، فابتدأنا بدراسة : مفهوم الشعرية ومن ثم الشعرية بالمفهوم الاسلامي ومفهوم المبالغة ، وصيغها ، وعلاقتها بالمشتقات ومن المعروف كذلك ان كل تغيير في المبنى يحمل في طياته تغييرا في المعنى . تعد المبالغة على اختلاف ضروبها احدى الظواهر الفنية المهمة في الشعر الاسلامي ، والواقع انه لا شعر بلا مبالغة