مقاصدُ السور القرآنية عند الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني جمعًا ودراسةً

Abstract

تهدف هذه الدراسة الى بيان استنباط مقاصد السور القرآنية من تفسير الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، كون هذا التفسير تفسير معاصر بإسلوب تدبري للقرآن الكريم بحسب ترتيب النزول وفق منهج كتاب قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل، وهذا التفسير لسور القرآن الكريم وفق ترتيب النزول، لا يعني اعادة ترتيب السور حسب نزولها، وإنما هذه منهجية يمكن إدراجها ضمن الدراسات الموضوعية للتفسير، وأنها تسير جنبًا الى جنب مع تفسير القرآن الكريم وفق ترتيب المصحف العثماني، إلا أن تحديد مفهوم التعامل مع النص القرآني حسب ترتيب نزوله، يحتاج الى جهد كبير في توضيحه وتجليته، إذ هو ليس مصطلحًا فنيًا يتداوله أهل هذا الفن، حيث لم نجد في كتابات المفسرين السابقين إشارة الى هذه المنهجية في تفسير القرآن الكريم، وإنما هو اصطلاح إجرائي، أجراه بعض الدارسين لتفسير القرآن الكريم على جهدهم في تناوله بالإيضاح والبيان، كون علم مقاصد السور يؤدي الى تحقيق بعض المقصد الملحوظ من إنزال القرآن، والنظر في عباراته وألفاظه ومقاصده، وبيان مراد الله تعالى فيه، وما تهدي إليه سوره وآياته بما يحقق الفهم والعمل، وبيان أنّ عدد مقاصد السورة لا يعتمد على عدد آياتها، فهناك آيات عدة تشترك في مقصد واحد، وهناك آية واحدة فيها أكثر من مقصد، لذلك فالمقاصد القرآنية لا انفكاك لها عن التفسير، كون القرآن هو المصدر الرئيس لتعيين المقاصد الكلية، ومنه استنبطت كثيرًا من الأحكام والعلل الجزئية، وهي تمكن المفسر من استنباط أحكام القرآن الكريم وحكمه، ولذلك فإنّ تفسير القرآن الكريم باعتبار مقاصد السور يُعدُ هو المنهج الأسلم، الذي يجعل فهم كلام الله تعالى منتظمًا على نحو يتضح فيه جليًا كمال نظمه، وتماسك سوره، واتساق آياته، وبيان إعجازه وبلاغته.