درء الإساءة بالإحسان من منظور قرآني

Abstract

وجهت النصوص القرآنية اهتمامها إلى الالتزام بالجانب السلوكي بين إفراد المجتمع والجماعات والتي من أعظمها درء الإساءة بالإحسان وهي معادلة دقيقة وصعبة جدا ولكنها لازمة في مواجهة الحياة. ومنه يمكن تلخيص أهم ما جاء في البحث على ما يأتي:

1. قيمة الإنسان عند الله تعالى وعند مجتمعه الذي يعيش فيه على قدر ما يمسك الإنسان نفسه ويكظم غيظه وعلى قدر ما يتجاوز عن الهفوات.

2. العمل على تربية النفس وتزكيتها في مواجهة الأزمات والإساءات ولا يكون ذلك إلا بالانتباه لأمرين اثنين: احدهما: الحيطة والحذر من نزعات وهمزات الشيطان لما له الدور في الإفساد بين ذات البين. الثاني: الصبر على التحديات في ضوء الحياة اليومية لعدم خلوها من المعتركات في اغلب أنشطتها العامة والخاصة منها.

3. حث الدعاة بالالتزام على دفع الإساءات؛ وتحقيق ذلك يكون بالتوحيد الحقيقي والتأمل والتفكر فيما خلق الله والاعتبار به، وإلاخلاص في العمل، والصبر على الناس، والابتعاد عن الانتماءات السلبية، والانتباه لمزالق الشيطان.

4. الإشارة إلى إمكانية مواجهة الإساءة بالإساءة شريطة وجود الظلم والتعدي والذي إن ترك سوف يؤدي إلى مفسدة اكبر وإلا فالعفو أولى ومدار الأمر معتمد على تقدير المصالح والمفاسد.

5. التنبيه إلى أن العفو لا يكون إلا عند المقدرة وإلا كان ذلا ومهانة يستجديها المستجدون برفع شأنهم عند الآخرين.

6. بيان سماحة الإسلام والمسلمين في تعاملهم مع أبناء الجلدة وغيرهم، والرد على المتفيهقين من النيل منه بجعله دين الغلظة والمواجهة بالسوء كما صورها البعض من أبناء الرويبضة.

وكانت خطتي بعد المقدمة مكونة من خمسة مباحث هي:

المبحث الأول: إرشاد النبي e بالعفو عن مقالات السوء من المشركين. المبحث الثاني: درء أولي الألباب سيء الأعمال بصالحها. المبحث الثالث: طريقة الدعوة وأخلاق الدعاة. المبحث الرابع: الثناء على بعض مؤمني أهل الكتاب بمكارم الأخلاق. المبحث الخامس: النظرة القرآنية في الموازنة بين الإساءة والإحسان.