المفاضلة بين الشعراء في ضوء مقاييس النقد العربي القديم جتى نهاية القران الخامس الهجري

Abstract

إنَّ دراسة النقد في الآونة الأخيرة أخذت تعنى –عند كثير من الدارسين- بدراسة مصطلحات النقد العربي دراسة مستقلة، يتناول بعضهم مجموعة من المصطلحات، وبعضهم يتناول مصطلحا واحدا بالدراسة والتتبع، وهذا من شأنه أن يشكل تطورا إيجابيا في دراسات النقد العربي؛ لأن مصطلحات النقد العربي القديم لم تحظ بهذه الدراسات المتخصصة. وقد شرعت في البحث عن موضوع نقدي قديم، يحوي مادة علمية مغدقة، تزيد الباحث علما ودراية، وتضيف إلى المكتبة العربية نزرا من فيض موروثها الأدبي الرفيع. وكان البحث موسوما بـ«المفاضلة بين الشعراء في ضوء مقاييس النقد العربي القديم حتى نهاية القرن الخامس الهجري». ولا ريب أن الموضوع يتطلب جهدا كبيرا، وعينا ساهرة، ويدا أمينة على البحث من غير انقطاع، لهذه الحقبة الطويلة في تاريخ النقد العربي القديم، فكان من البدهي أن تواجه الباحث والبحث بعض الصعاب، ولعل من أهمها تلك الآراء النقدية المتناثرة في بطون الكتب، والوقوف على النصوص الشعرية التي دخلت باب المفاضلة أمر يتطلب مني التقصي والبحث في المصادر النقدية، علما أن كثيراً منها قد تكرر في مواطن عدة، فعمدت إلى اختيار شاهد واحد والإشارة إلى الآخر، فضلا عن تفاوت الأذواق والأداء العقلي، وتنوع أدوات النقد، كان له أثره في خلق بعض المعاناة في التعامل مع المقاييس النقدية، وهذا يؤثر في إصدار الحكم على النصوص. إلا أن تلك الصعوبات تبعث في نفس الباحث متعة السعي الجاد في إدراك الحقائق العلمية المسندة بالأدلة الرصينة والوافية، مما يصب في بحث مصطلح من مصطلحات النقد وتأصيله، والرغبة والطموح هما أساس نجاح الباحث، فعقدت النية وتوكلت على الله تعالى، راجيا منه التوفيق والسداد، ووزعت الدراسة على مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة.