أحاسن المحاسن لأبي منصور عبد الملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبي( 350ـ429هـ )دراسة وتحقيق

Abstract

تناولت في هذه الأطروحة كتاب الثعالبي أحاسن المحاسن بالدراسة والتحقيق، وهو من الكتب التي لها قيمة علمية وأهمية أدبية، فهو من كتب الحماسة، إذ احتوى على اثنين وعشرين باباً لفنون وأغراض مختلفة، قسمها الثعالبي على أغراض الشعر العربي وموضوعاته وفنونه، ثم استشهد لكل باب منها بشواهد شعرية ونثرية؛ ليكون بذلك قد جمع بين الشعر والنثر بوقت واحد. وتأتي أهمية الكتاب من خلال ما ضمه من نصوص شعرية ونثرية انفرد بها عن غيره من كتب الأدب، إذ ضم نصوصاً شعرية ونثرية كثيرة لم نجدها في دواوين الشعراء ولا في كتب النقد والأدب، ومن هؤلاء الشعراء والكتَّاب( أبو تمام، البحتري، ابن الرومي، ابن المعتز، عمر بن أبي ربيعة، الجاحظ، ابن المقفع، سعيد بن حميد، وغيرهم) فضلاً عن نقله من كتب ضاعت ولم تبق إلا أسماؤها من ذلك كتاب الوزراء للصولي. تم الحصول على نسخة الكتاب من مكتبة الأستاذ هلال ناجي وهي نسخة فريدة صورها من المكتبة الوطنية في باريس تحمل الرقم 3306 دخلت المكتبة بتاريخ 18/8/1877، أهداني هذه النسخة أستاذي الفاضل هلال ناجي لتكون موضوعي للحصول على شهادة الدكتوراه. تطلب مني العمل في هذا الكتاب أن أقسمه على قسمين قسم خاص بالدارسة وقسم خاص بالتحقيق، فأما القسم الأول فتناولت فيه مؤلف الكتاب وتحدثت عن اسمه ولقبه وكنيته ونشأته مروراً برحلاته في ربوع الحواضر الإسلامية حتى وفاته، ثم وقفت وقفة قصيرة عند مؤلفاته الكثيرة مشيراً إلى القوائم التي ضمتها كتب الأستاذ هلال ناجي والدكتور محمود الجادر في مقدمات تحقيقهم لكتب الثعالبي وهي من أشمل القوائم وأصحها لما انمازت به من الدقة والتحري في متابعة مؤلفاته مخطوطها ومطبوعها. ثم درست في القسم الأول أيضاً الكتاب وعرفت به ووثقت صحة نسبته إلى مؤلفه ودرست منهج الثعالبي في الكتاب وتطرقت إلى قيمة الكتاب ومصادره التي أفاد منها وساعدت على تشكيل ثقافته وتناولت اختيارات الثعالبي في كتابه. ثم جاء القسم الثاني تحت عنوان النص المحقق، إذ اشتمل على تحقيق الكتاب من خلال ضبط النصوص وقراءتها القراءة الصحيحة، وذلك لكثرة التصحيف والتحريف والسقط والغلط الذي لحق بالكتاب جراء جهل النساخ، وختمت العمل بفهارس فنية عامة للكتاب وهي فهارس للآيات القرآنية والحديث النبوي الشريف والأمثال والبلدان والأماكن والأعلام والأشعار وأنصاف الأبيات، ثم أتبعت هذه الفهارس بقائمة ضمت المصادر والمراجع التي أفدت منها في عملي.