العولمة وتغير القيم الاجتماعية

Abstract

من خلال دراسة ظاهرة العولمة ودورها في تغير القيم الاجتماعية قام الباحث بتسليط الضوء على جوانب أساسية يمكن أن تساعدنا في فهم وتحليل هذه الظاهرة بشكل جيد وبالتالي التوصل إلى النتائج والتوصيات المناسبة التي يمكن أن نعتمد عليها في مواجهة أخطار هذه الظاهرة فقد تناول الباحث أهم المفاهيم التي تتعلق بموضوع الدراسة والتي تسهل للقارئ فهم مضمون هذه الدراسة بالشكل المطلوب، كما تناول لمحة تاريخية عن نشأة ظاهرة العولمة والتي اختلفت وجهات النظر حول بداية هذه الظاهرة حيث يرى بعض المفكرين أن بداية هذه الظاهرة ترجع إلى عصر الاستكشافات الجغرافية في نهاية القرن الخامس عشر، بينما يرى البعض الآخر أن بدايتها اقترنت مع ظهور الدولة القومية في القرن الثامن عشر، في حين يرى أغلب المفكرين أن العولمة برزت بشكل جلي في العقد الأخير من القرن الماضي وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت العمل منذ ذلك الحين وبقوة على نشر أنموذجها وفرضه على العالم. وركز الباحث أيضا على آليات العولمة التي لها دور فعال في جعل العالم عبارة عن قرية صغيرة فعلى سبيل المثال نجد أن الشركات المتعددة الجنسيات أصبحت هي الوسيلة ذات الفعالية العظمى لتبادل السلع والمعلومات فضلا عن تطور وسائل الاتصال الحديثة التي ساهمت في ذلك أيضا. ومن أجل فهم هذه الظاهرة أكثر قام الباحث بتناول أبعادها وهي البعد الاجتماعي والبعد الثقافي والبعد الاقتصادي والبعد السياسي، ومن خلال فهمنا لأبعادها تبين لنا بأن كل بعد يؤثر ويتأثر بالبعد الآخر. كما وضح الباحث التحليل السوسيولوجي للقيم الاجتماعية ودورها في تماسك المجتمعات وخاصة مجتمعنا العربي الذي هو موضع اهتمامنا في هذه الدراسة. وإتماما للدراسة تم تناول الآثار التي تتركها العولمة في حياة المجتمعات البشرية، فقد كان التركيز على أربعة جوانب يرى الباحث أنها كفيلة في تغطية موضوع الرسالة حيث تناول أثر العولمة في قيم وعلاقات الأسرة والمرأة العربية، وتوضيح أثرها في قيم وممارسات الشباب العربي فضلا عن تأثيرها في خصوصية مجتمعنا العربي. وأخيرا توصل الباحث إلى مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات التي يمكن الاستفادة منها في التصدي لتيار العولمة والحد منه. وفي ضوء ما تقدم يرى الباحث أن كل جانب من جوانب الرسالة يصلح لأن يكون دراسة مستقلة، بل يعتقد أنها تستحق المزيد من التأمل والمناقشة وخاصة في المرحلة التي كثر فيها الحديث عن ظاهرة العولمة وتأثيراتها الفاعلة في مجتمعنا العربي. وأخيرا حري بنا القول: يجب علينا بوصفنا مجتمعًا عربيًا إسلاميًا أن نوحد صفوفنا ونركز في خطانا ونسعى جاهدين بكل ما نملك من أجل التصدي إلى المخطط الغربي والأمريكي الذي يسعى إلى تفكيك النسيج الاجتماعي لهذا المجتمع، وما علينا إلا أن نستغل الوقت لصد وإفشال هذا المخطط وبالتالي الحفاظ على ديننا وهويتنا وتحقيق الأمن والاستقرار المنشودين.