أمراء البحر في الدولة العربية الإسلامية إلى نهاية القرن الثالث الهجري

Abstract

يضم هذا البحث بين دفتيه دراسة جامعية علمية عن أمراء البحر في الدولة العربية الإسلامية إلى نهاية القرن الثالث الهجري ,وقد أثرت هذه المدة في مسيرة الدولة , والتي يمكن عدها بأنها المدة الذهبية للقوة البحرية العربية الإسلامية ,إذ ما إن سمع المسلمون نداء الجهاد إلا ولبوه مسرعين ليكونوا رحمة للعالمين, ويرفعوا عن الناس الاغلال ,ويزيحوا عن طريقهم الظالمين ,فانتشرت الرايات الإسلامية بسرعة البرق على ربوع الأرض, وما أن دخل المسلمون الشام, وأخرجوا منها الروم البيزنطيين إلا وعلموا أنهم الآن أمام أمر لا بدّ منه ألا وهو خوض غمار البحار دفعاً لاعتداءات أعدائهم ونشر الإسلام في الأراضي التي لم يبلغوها, ولا سيما وقد قال قائل المسلمين في الشام إنا لنسمع صياح ديكة الروم البيزنطيين , لذلك تفجرت طاقات المسلمين, وازداد نشاطهم ليظهر لنا عدد من أمراء البحر حفروا اسماءهم في ذاكرة التاريخ بما حققوه من فتوحات عظيمة ومنجزات كريمة في ميدان البحار. ويرجع هذا الخلود إلى أن العرب المسلمين ،أتخذوا أهبتهم لركوب البحرعلى وفق خطط مدروسة بعيدة عن الارتجال ،و منذ ان أطلّوا على مياهه في القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي ،حاملين راية الإسلام العادلة. ولم يلبث الأسطول العربي الإسلامي الفتي أن هزم بحرية الروم البيزنطيين ،وانتزع منهم سيادة البحر المتوسط الذي زالت عنه صفة بحر الروم ،وصار بحيرة عربية ،ولم تلبث الأساطيل العربية أن تعددت باهتمام العرب بها، وقد نالت تلك الأساطيل الفوز الباهر بفضل شبكة واسعة من القواعد البحرية ودور الصناعات التي سهرت على خدمتها ،وكذلك نتيجة إعداد طبقة ممتازة من الرجال البحريين الذين قادوا تلك الأساطيل في براعة ومهارة إلى النصر المبين.