العلاقات السعودية البريطانية في أطار الصراع العربي _الصهيوني (١٩٣٢-١٩٥٦)

Abstract

يُعدّ موضوع الرسالة الموسومة بـ ( العلاقات السعوديّة البريطانيّة في أطار الصراع العربي - الصهيوني ١٩٣٢-١٩٥٦) من بين المواضيع الجديرة بالدراسة، إذ كان للصراع العربي الصهيوني دور كبير في تحديد العلاقات السعودية البريطانية في تلك المدة، إذ يشكّل الصراع نقطة تحوّل في العلاقات السعودية البريطانية ، ولا سيما أنّ بريطانيا وعَدَت العرب باستقلال فلسطين وعدم العمل على فعل أيّ شيء يسلب حقوقهم، وعلى هذا الأساس كانت المملكة العربية السعودية تأملُ أن توفي بريطانيا بوعودها للعرب بعيداً عن الخيار المسلّح، وسلكت جميع الطرق السياسية مع بريطانيا لحلّ النزاع العربي الصهيوني. عد الصراع العربي الصهيوني الشغل الشاغل للدول العربية والإسلامية في القرن العشرين، أذ ادت السعودية دورا بارزا في الصراع من منطلق التضامن العربي الإسلامي وما مثله المسجد الأقصى من مكانة دينية بالنسبة للشعب السعودي بالرغم من الظروف الصعبة التي بها الدولة السعودية في السنوات الأولى من تاسيسها والقيود المفروضة عليها من قبل بريطانيا ولا سيما اتفاقية جدة عام 1927 ، امّا بعد الحرب العالمية الثانية فسعت السعودية الى نقل الصراع الى المحافل الدولية ومطالبة بريطانيا بأنصاف عرب فلسطين ومنحهم حقوقهم وعدم تمكين الصهاينة عليهم ، كما أتخذت السعودية موقف أكثر وضوحا بعد أنتهاء الحرب العالمية الثانية من الصراع أدى ذلك الى التأثير في العلاقات السعودية البريطانية في تلك الفترة ولا سيما بعد دخول الولايات المتحدة الامريكية كمنافس لبريطانيا في السعوديّة . جاء اختيارنا موضوع الرسالة من خلال الانطلاقات القومية والدينية والتأكيد على الارتباط السعودي بالعالم العربي والإسلامي، إذْ حظي الصراع باهتمام الحكومة السعوديّة، مما أثر ذلك على سير علاقتها مع بريطانيا التي كانت تسعى إلى تحقيق الأهداف الصهيونية على أرض فلسطين، إذْ شهدت العلاقات السعوديّة البريطانيّة تأثراً واضحاً بالصراع بحسب الوضع السياسي الذي كانت تمر به كِلا الدولتين , أذ نجد ان السعوديّة في بداية الصراع لم تظهر سخطها وغضبها على الحكومة البريطانية جراء ممارساتها الإجرامية ضد عرب فلسطين، لتضمن استمرار تدفق المساعدات المالية والعسكرية لها، أمّا بريطانيا فقد سعت إلى عدم جر السعودية نحو الصراع من أجل بقائها حليفًا قويًّا لبريطانيا ضد أي تهديد لمصالحها في الخليج العربي، أمَّا بعد الحرب العالمية الثانية وانتعاش الاقتصاد السعودي بدأ واضحاً السخط السعودي جراء السياسة البريطانية تجاه فلسطين ويتضح سخط السعودية على بريطانيا في جميع المحافل الدولية سواء المؤتمرات الإقليمية والدولية أو في المشاركة الفعلية للسعوديّة في الصراع من خلال حرب عام 1948 والعدوان الثلاثي على مصر عام1956؛ لم يحضى هذا الموضوع بقدر كافٍ من البحث والدراسة والتحليل بشكل يتلاءم مع أهمية العلاقات السعودية البريطانية في أطار الصراع بالرغم من وجود بعض الدراسات الأولية عن موقف السعودية من القضية الفلسطينية أو في بعض الدراسات التي تناولت العلاقات السعودية البريطانية، ونظراً لأهمية موضوع العلاقات السعودية البريطانية في أطار الصراع العربي الصهيوني، فقد جاء من هنا أهمية اختيارنا لهذه الدراسة وتسليط الضوء على الآثار التي أنتجها الصراع في العلاقات بين السعودية وبريطانيا. تتّضح أهمية الدراسة بوصف المدة (١٩٣٢-١٩٥٦) بالمهمّة في تاريخ المملكة العربية السعودية، ولا سيما أنّ بداية المدّة تمثّلت أقدام الملك عبد العزيز على توحيد مملكة نجد والحجاز وملحقاتها وأطلق عليها اسم المملكة العربية السعودية، كما تمثلت بداية المدة البدايات الأولى للعلاقات الفعلية بين السعودية وبريطانيا، فضلاً عن البدايات الأولى للصراع العربي الصهيوني، أمّا نهاية المدّة فتمثلت أقدام المملكة العربية السعودية ولأوّل مرّة على قطع علاقتها الدبلوماسية مع بريطانيا، وكذلك حظر تصدير النفط إليها جراء مشاركتها في العدوان على مصر؛ لذا مثل هذا القرار السعودي منعطفاً تاريخياً في سير العلاقات بين البلدين.