Please use this identifier to cite or link to this item: http://localhost:8080/xmlui/handle/123456789/9687
Title: العلاقات الاقتصادية والثقافية بين العراق والاتحاد السوفيتي (1979- 1991)
Authors: ا. د. جاسم محمد عبد الشجيري, عمر ياس عيسى فارس الدليمي
Issue Date: 22-Dec-2024
Abstract: اتسمت العلاقات الاقتصادية والثقافية بين العراق والاتحاد السوفيتي بأهميةٍ بالنسبة لموسكو لأسبابٍ تاريخيةٍ وجيوستراتيجيةٍ التي إتصفت ببعض السمات الخاصة هذا الذي جعلها متميزة عن الروابط السوفيتية مع دولٍ أخرى، وحتى ببعض دول الشرق الأوسط العربي، فضلاً عن الإمكانات الاقتصادية العراقية والثروة التي اكتسبها العراق بعد عام 1972، وارتفاع أسعار النفط في أعقابها جعلت من العراق ماليًا وزبونًا لموسكو، ممّا زاد من أهمية العراق بالنسبة لموسكو في أواخر سبعينيات القرن الماضي هو تحوُّل مصر من المعسكر الشرقي وتخلِّيه عن صداقته والاتجاه نحو الولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن قيام الثورة الإسلامية في إيران 1979على أنها ثورة معاديةٌ للشيوعية والسوفييت أيضًا، و من ثَمَّ أعطى ذلك أهميةً للعراق بالنسبة للاتحاد السوفيتي وأصبح العراق الأداة الوحيدة المتبقية لنفوذه في المنطقة لذلك التقت المصالح العراقية مع السوفييت فطلب العراق من موسكو مواصلة الدعم الاقتصادي وإمدادات الأسلحة، إذ أتى (النفط) في مقدمة التعاملات الاقتصادية بين العراق والاتحاد السوفيتي وقد شكَّل أهميةً بالغةً في ميزان العلاقات الاقتصادية، وعُد المفتاح الرئيس لتحويل العملة، فضلاً عن أنّ النفط له قابليةٌ كبيرةٌ في المحافظة على توازن القوى السياسية، فكان لكل طرفٍ أهدافٌ، فالاتحاد السوفييتي كان من ضمن أهدافهم التوسُّع عن طريق الشركات النفطية والشركات الأخرى في دول الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص منطقة الخليج العربي. إلى جانب سعي حكومات الاتحاد السوفيتي المتعاقبة إلى حماية النظام السياسي عن طريق التنمية الاقتصادية وعدم خَلْقِ فجوةٍ بين شركات النفط والنقابات العمالية والمزارعين المحليين والمستوردين والعاطلين عن العمل وهو صراعٌ يمكن استيعابه في اقتصادٍ سريع التوسع، كما أنّ موسكو كانت تنظر إلى أنّ اقتصاد النفط يُشكِّل اقتصادًا متغيرًا محتملًا، وبما إنّ العراق من البلدان المعتمدة على تصدير النفط لا تستطيع التحول بسهولةٍ من خط تصديرٍ لآخر. على الرغم مما شهدته العلاقات الاقتصادية العراقية - السوفيتية من تطوُّرٍ جرَّاء إدخال العراق للشركات السوفيتية في المجالات كافة ولا سيما النفطية منها وما حقَّقه هذا القطاع من إيراداتٍ ضخمةٍ في عام،1979 التي من المفترض إنفاقها على الجانب التنموي، إلا أنَّ مجيء النظام الجديد لحكم العراق وانتهاجه سياسةً غير متزنةٍ في ظل التنافس الدولي على المصالح الاقتصادية، أدَّت بنتيجتها إلى إقحام العراق بحرب الخليج الأولى التي استمرت لثماني سنوات استنزفت الواردات النفطية التي تحقَّقت في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، التي كان المستفيد منها السوفييت. إذ انفردت شركات الاتحاد السوفيتي العاملة في العراق بتصدير كمياتٍ أكبر من الشركات الأخرى لتحقِّق أرباحًا إضافيةً وهي (الشراء بسعر الأوبك وقد يكون في بعض الأحيان ما دون قيمة السعر الحقيقي وبيعه إلى عملائها بسعرٍ إضافيٍّ) ناهيك عن توقُّف الموانئ وخطوط النقل النفطية التي حَاوَل الاتحاد السوفيتي أن يؤدي دورًا أكبر في المنطقة مستغلًا بذلك ظروف العراق الاقتصادية، ومن ثم حقَّق ربحًا آخر أكبر من النفط بإيجاده سوقًا رابحُا لصادراته العسكرية التي امتصت معظم الواردات النفطية بمقايضتها بالسلاح والسلع الأخرى إلى جانب الديون التي ترتَّبت على العراق وما لحقته من فوائد بملايين الدولارات، ممّا سبب بتراجع الاقتصاد العراقي، وجرَّاء ذلك انتهجت الحكومة العراقية سياسة تقوم على تنمية بناء القطاعات غير النفطية وأُنيطت المهمة الاقتصادية إلى اللجنة الاقتصادية العراقية المشتركة مع الاتحاد السوفيتي التي أُنشأت في آذار 1970على غرار لجنة الدولة للعلاقات الاقتصادية الخارجية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية، التي كان أول انجازٍ لها على الصعيد الاقتصادي إبرامها معاهدة عام ١٩٧٢ التي استندت إليها العلاقات العراقية- السوفيتية في المجال الاقتصادي ومدتها ثلاثة عقود من الزمن. أما العلاقات الثقافية فلم تكن بمعزلٍ عن الطرفين في السعي إلى تطويرها لأهدافٍ وغاياتٍ، إذ أراد الجانبان تحقيقها وبما يخدم مصلحة كل طرف ومن بين تلك الوسائل الثقافية الجانب الإعلامي، إذ إنّ العراق والاتحاد السوفيتي كانا يدركان حقيقة مدى أهمية دور الإعلام في تطور العلاقات الثنائية وبما يخدم ومصلحة كل نظام فأخذ كل طرف يقدم تسهيلات لغرض فتح قنوات اعلامية للطرف الآخر وسُخِرَ الإعلامُ نحو القضايا المشتركة ولا سيما الاقتصادية منها والتي تناولت مادتها الرئيسة من الاتفاقيات والزيارات والوفود وغيرها الغاية منها هو البيان للعالم عمق الصداقة والترابط بين العراق والاتحاد السوفيتي ابان الحرب العراقية الايرانية، ومن ثم تطور الجانب الإعلامي ولم يتوقف عند حدود التسهيلات بين الدولتين بل تعدى إلى عقد اتفاقات مشتركة برعاية حكوماتها واعطاءه أهمية بالغة ولاسيما للظروف التي مرّ بها البلدان في تلك الحقبة.
URI: http://localhost:8080/xmlui/handle/123456789/9687
Appears in Collections:قسم التاريخ



Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.