بنو الحكم بن سعد العشيرة واثرهم في الدولة العربية الإسلامية حتى نهاية العصر الاموي

Abstract

بنو الحكم بن سعد العشيرة هي قبيلة عربية من قبائل مذحج وهي احدى اعرق واقدم القبائل العربية القحطانية في شبة الجزيرة العربية التي تفرعت منها قبائل كبيرة هي زيد وجلد وسعد العشيرة ضاربين جذورهم في عمق التاريخ ، امتاز بنو الحكم بكثرة الاولاد حتى سمي جدهم بسعد العشيرة لكثرتهم ، وللحكم ثلاث أولاد وهم جشم وسلهم واسلم وتفرعت منهم بطون كثيرة ومنهم عبد الجد بن ربيعة الحكمي ، وثوبان بن بجدد ، والجراح بن عبدالله الحكمي وغيرهم ، الذين كان لهم اثر كبير في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لهذه القبيلة ، واما عن مواطن سكن بنو الحكم فقد استقروا قبل الاسلام في اليمن في الجزء الجنوبي من شبة الجزيرة العربية في مخلاف خاص بهم يعرف بمخلاف حكم يطل على البحر الأحمر وفية مدن كالخصوف والساعد والسقيفتين ، وبهذا فهي تحتل موقعاً جغرافياً مهماً مطل على طريق الملاحة وعمل أبنائهم بالتجارة والوساطة التجارية ، وكذلك في الزراعة وفلاحة الأرض ، اما بعد الإسلام ولاسيما بعد الفتح العربي الإسلامي فقد سكن بعض منهم في المناطق المفتوحة في بلاد الشام ولاسيما في حمص والفسطاط وكذلك سكن البعض الاخر في العراق في البصرة والكوفة ونظراً لوقوع مدنهم على ضفاف الاودية والانهار فقد قاموا بزراعة أنواع عديدة من المحاصيل الزراعية كالحنطة والشعير والذرة وغيرها ، إضافة الى ذلك فقد مارسوا العديد من الصناعات والحرف التي كان بعضها مرتبطاً بالزراعة وتوفير المراعي مثل صناعة الغزل والنسيج فقد اشتهروا بصناعة البرد التي عرفت بالبرد اليمانية ، وكذلك صناعة السيوف والخناجر وصناعة الأدوات المستعملة في الزراعة كالمحراث الخشبي والفأس والمنجل ، إضافة الى ممارستهم التجارة وتصدير الفائض عن حاجاتهم كالقمح والشعير والبرد والصناعات المعدنية كالسيوف والخناجر وجلب السلع التي يحتاجونها ، وهذا أدى الى ظهور عدد من الأسواق التجارية لديهم كسوق هجر وسوق أبو عريش ، كان بنو الحكم قبل الإسلام يدينون بالديانة الوثنية وبعد ظهور الإسلام وفدوا الى النبي (ﷺ) واعلنوا اسلامهم وكان اول وفد لهم بقيادة الصحابي الجليل عبد الجد بن ربيعة الحكمي ، وكان بنو الحكم جزء من المجتمع القبلي الذي يتصف بالصفات العربية وهي الكرم والشجاعة ، وتأثروا بالعادات والتقاليد من حيث الزواج والمأكل والملبس وكذلك مناسباتهم الدينية وغيرها كبقية القبائل الأخرى ، وكان لبنو الحكم موقف من الحركات المناوئة للخلافة كردة الأسود العنسي ، وكان لهم مشاركات في الفتوحات العسكرية كفتح بلاد الشام والعراق ومصر ولاسيما في معركة اليرموك ، ومعركة القادسية حيث برز منهم ذلك الجانب القائد عبدالله بن سعد السلهمي ، والصحابي ثوبان بن بجدد الحكمي ، بالإضافة الى دورهم في القضاء على حركة الخوارج ، فقد كان لديهم اهتمام بالشعر وبرز منهم الشاعر مرداس بن صبيح الحكمي إضافة الى اهتمامهم بالخطابة والسفارة ولاسيما منهم جعادة بن افلح الذي كان يمتاز برجاحة العقل ، والقدرة على الحديث والكلام .