التجاور الصوتي السياقي في تفسير مفاتح الغيب " الإمالة " أنموذجًا "دراسة مخبرية"

Abstract

تتغيّا هذه الدراسة الكشف عن ظاهرة صوتية سياقية في أحد أهم كتب تفسير القرآن الكريم، وهي ظاهرة الإمالة التي تعدّ من الظواهر الصوتية المهمة التي تمثل حالة نطقية يتشبث بها جمع غفير من ناطقي العربية، حتى نقل عن مُتعصبيهم قوله: إذا بلغ الصبي فينا ولم ينطق:(مكَّة) و(جنَّة) بالإمالة استربنا أصله. وأظهرت الدراسة مفهوم الإمالة ورموزها ودرجاتها ومصطلحاتها، وموقعها من تصنيف (Daniel Jones) للحركات المعيارية، وتقصي الشواهد في التفسير وإحصائها، كما حاولت الدراسة الإجابة عن تساؤل هل المسوّغات المقدّمة لحدوث الإمالة واقعية أم أنّها خَرْط قَتاد، فضلًا عن تفنيد بعض المزاعم في تفسير الظاهرة. وقد كانت الدراسة انتقائية بسبب كثرة الشواهد وأنواع الإمالة، وتوسلتُ المنهج الوصفي التحليلي في الدراسة فضلًا عن المخبر الصوتي الذي اعتمدت فيه البرنامج الصوتي العالمي (praat)، وكان للمعطيات المخبرية أثرها في الردّ على بعض المزاعم في تعليل هذه الظاهرة والِالتجاج الواقع في سبر أحكامها، ولعلّ إقرارهم بالإمالة الشاذة بيّنة على اضطرابهم في إحكام قواعدها، وكان من أهم المعطيات المخبرية أنَّ الإمالة ليست أخف من الفتح كما زعموا؛ بل هي أكثر ترددًا بيد أنّها أقلّ شدة؛ لصغر حجم الحجرة الصوتية مع الإمالة واتساعها مع الفتح. وهذا يُفنِّد قول بعض المحدثين في تعليل حدوثها بأنه راجع إلى "رغبة المتكلم في الإسراع؛ لأنَّ صوت الياء أقصر من صوت الألِف. وثبّ أمر الدراسة مقسّمة على مبحثين تسبقهما مقدمة وتعقبهما خاتمة.